هل تعلم أن مدراء المنتجات يبنون المستقبل؟! فأنت كمدير منتج، مسؤول عن إدارة المنتجات التي تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس. أنت تضع الإستراتيجية، وتبني خارطة الطريق، وتنظم أولويات المهام في كل مراحل حياة المنتج.
بالطبع، لن تقوم بهذه المهام وحدك، بل بالتنسيق مع فريق المنتج ككل، من مهندسين ومسوقين ومندوبي مبيعات ومسؤولي دعم العملاء وغيرهم.
إذا قمت كمدير بالتنسيق مع كل هؤلاء بنجاح، سترفع مبيعات شركتك إلى مستوى كبير. وإذا أردت هذا النجاح بالفعل، لابد أن تتحلى بمجموعة من المهارات الخاصة بمدراء المنتج.
ما المهارات المهمة لمدير المنتج؟
تبدو أدوار مدراء المنتجات مختلفة في كل شركة، بناء على اختلاف المنتج نفسه، وحجم العمل، وطبيعة سيره وغيرها من العوامل. لكن العامل المشترك بين جميع مدراء المنتجات، هو تداخل مسؤولياتهم مع الفرق الأخرى، ووجود أهداف خاصة بتنمية مبيعات المنتج. من هنا، لابد أن تتحلى ببعض المهارات كي تتميز في مجال عملك.
1. مهارات التفكير الاستراتيجي
عندما تنظر إلى المنتج، والاتجاهات التي يمكن أن ينمو فيها، أنت بحاجة إلى التفكير الاستراتيجي. التفكير التكتيكي اليومي بدون خطة استراتيجية واضحة الأهداف والخطة الزمنية، يهدر الوقت والموارد، ولا يقدم تجربة كاملة للمنتج. التفكير الاستراتيجي أمر يمكن تعلّمه والتدرّب عليه، وهو ما يميز المدير حقًا.
2. مهارات التعاطف
إذا تعاطفتَ مع جمهورك، ستقدم لهم منتجًا محبوبًا ومفضلًا. تتضمن مهارات التعاطف، فهم مخاوف وآلام ورغبات العملاء، ومحاولة تلبيتها من خلال منتجك. معرفة كيفية التعامل بفعالية مع عملائك ثم ترجمة عواطفهم إلى حلول حقيقية، مهارة يجب أن تتعلمها وتطورها.
3. مهارات القيادة
وراء كل منتج ناجح، يقف فريق متناسق يعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة. بصفتك مدير المنتج، فأنت في القيادة. من المهم أن يتحلى مدراء المنتجات بمهارات القيادة بدون سلطة رسمية، بل من خلال الإقناع والتعاطف والدبلوماسية.
4. مهارات التواصل
الحفاظ على عمل فريقك متعدد الوظائف متناسقًا ومتزامنًا، يتطلب مهارات تواصل استثنائية. فأنت تحتاج إلى ترجمة المعلومات الهامة بلغة كل شخص حسب تخصصه، سواء في الإدارة أو التسويق أو البرمجة أو مندوبي المبيعات. كلما فهمت بشكل أفضل التفاصيل التي يحتاجها كل شخص لأداء وظائفه بدقة، تستطيع التواصل معه بشكل أفضل.
عندما تتواصل مع المدراء التنفيذيين، يحتاجون أن تحدثهم حول الخطط الإستراتيجية والتقدم المحرز مقابل الأهداف. أما المطورين فتحدثهم عن التفاصيل الدقيقة التي تتطلبها ميزات منتجك. وستذهب للحديث عن قيمة المنتج وخطة زمنية لتسويقه مع فريق التسويق، أما مندوبي المبيعات سيسألونك: ما الجديد؟ ولماذا المنتج مفيد للعملاء؟
5. المهارات البحثية
مدراء المنتجات المحترفون يفهمون بشكل كبير عملاءهم وأسواقهم. المهارات البحثية ستساعدك في تفسير المعلومات التي تأتي إليك، وتجميعها في وثائق وتقارير مشتركة، مثل شخصية الجمهور وتحليل المنافسين ودراسة السوق.
6. المهارات التقنية
صحيح أنك لا تكتب الأكواد البرمجية، لكنك تفهم التكنولوجيا المسخرة لمنتجك، وكيفية عملها، وما يمكن أن توفره لك من مزايا. تعرف على المهارات التقنية الأساسية التي يستخدمها فريقك، حتى تساهما سوية في تحديد متطلبات العمل والتركيز على الميزات.
7. المهارات المالية
حتى لو كنت تملك ثلاثة محاسبين، أنت بشكل أو بآخر محاسب لمنتجك. يجب أن تفهم كيفية تحليل المعلومات المالية، كالتسعير والتكاليف التشغيلية والإيرادات المتكررة. اعمل مع زملائك في قسم المالية والمبيعات وتطوير الأعمال لتعميق معرفتك.
8. المهارات التحليلية
في كل مرحلة تحتاج إلى تخطيط استراتيجي، أو تحتاج إلى تقييم، يجب أن تستخدم مهارات تحليلية. الأرقام تعطيك نصف الصورة، بينما التحليل العميق يعطيك الصورة كاملة وما وراءها.
9. مهارات إدارة المشاريع كمدير منتج
هل تعلم أن إطلاق منتج ما هو مشروع يحتوي على مهام لا حصر لها، كلها مرتبطة بتواريخ وأشخاص وأهداف وخطط؟ كلما كنت قادرًا على إدارة مشروعك بمهارة، كلما استثمرت أكبر قدر من الموارد، وحققت أكبر قدر من الأهداف.
10. مهارات العرض
يقدم مدراء المنتجات الكثير من العروض التقديمية، لفريق العمل والمدراء التنفيذيين وحتى العملاء. وقد تكون مسؤولاً أيضًا عن تقديم عروض أو ندوات رقمية أو العرض في مؤتمرات. كل عرض يختلف في هدفه، لكن كل العروض يجب أن تكون موجزة وجذابة وملائمة للجمهور.
ما هي سمات مدراء المنتجات الناجحين؟
كل المهارات التي تحدثنا عنها قبل قليل، من شأنها أن تجعلك مدير منتج مميز. لكن المهارات وحدها لا تكفِ، ما لم تعمل على تطوير سماتك الشخصية بشكل عام.
وإذا نظرت إلى مدراء المنتجات المميزين، ستجد أنهم يتسمون بـــــ:
- الفضول: أي أنهم يرغبون في التعلم باستمرار عن عملائهم وأسواقهم ومنافسيهم وصناعتهم. لا يجب أن يشعر مدير المنتج بالملل وهو يبحث عن أفضل الحلول التي تلبي احتياجات العملاء.
- أخلاقيات العمل: فالمدير يجب أن يكون قدوة في بذل قصارى جهده، والوفاء بالتزاماته في الموعد المحدد، والحفاظ على تركيز فريقه.
- الثقة: فكلما زادت ثقة المدير بنفسه، سيتخذ قرارات جريئة، ويوازن بين بين الحسم والتواضع.
- المسئولية: أي أن تفعل ما تقول أنك ستفعله. من المهم أن يثق زملاؤك في قدرتك على إنجاز الأشياء، لصالح العملاء والمؤسسة. ولا تنسى إدارة الوقت