الشركات العائلية

ما أسرار تفوق الشركات العائلية على الشركات الناشئة؟ 

5 دقيقة مخصص لوقت القراءة - للقارئ المبتدئ والمتوسط

ملايين الشركات العائلية حول العالم نجحت بقوة منذ سنوات طويلة بينما أصحاب الشركات الناشئة المتحمسون قد يفشلون. إليك أسرار تفوق الشركات العائلية كي تطبقها في شركتك الناشئة.

في العديد من دول العالم، باتت الشركات العائلية هي الأكثر انتشارًا، ما يعني أن على الشركات الناشئة أن تتعلم بعضًا من أسرار نجاحها.

ففي المملكة المتحدة، هناك 4.8 مليون شركة عائلية، وهو ما يمثل 88٪ من جميع الشركات في البلاد. وفي الولايات المتحدة، 87% من الشركات مملوكة لعائلات، وتوظف 59% من السكان، وهذا يعني بلا شك أنها نموذج ناجح.

انتقال العديد من هذه الشركات بين الأجيال في نفس العائلة، قد يوحي لأصحاب الشركات الناشئة اليوم، أنه نموذج قديم، وربما ليس ملائمًا لنمو أعمالهم الذي يطمحون إليه.

في المقابل، تقول التجارب إن الطريق لا يزال طويلًا أمام الشركات الناشئة حديثًا كي تتعلم دروسًا قيمة من الشركات العائلية، بدءًا من الحفاظ على السيطرة وحتى بناء علامة تجارية دائمة.

في هذه المقالة، سوف تكتشف بعض الدروس المستفادة من نموذج الشركة العائلية، والتي قد تكون قيمة لشركتك الناشئة.

أسباب تفوق الشركات العائلية على الشركات الناشئة

الشركات العائلية

تتفوق الشركات العائلية على الشركات الناشئة بفضل الاستقرار الطويل الأمد والقدرة على نقل الخبرات والمعرفة عبر الأجيال، إليك أبرز الأسرار التي تتحكم في النجاح والتفوق لهذه الشركات:

1. التحكم والسيطرة

أحد عيوب ثقافة الشركات الناشئة الحديثة، اضطرار الشركات غالبًا إلى تداول الأسهم مقابل النقود السريعة. صحيح أن جولات التمويل تساعد الشركات في الوصول إلى مستوى أعلى بشكل أسرع وفي مراحل مبكرة، لكن هذه الشركات قد تتخلى عن السيطرة أو التحكم للقيام بذلك، كما أنها عادة ما تلجأ إلى أسلوب التسويق المحلي المحدد.

في نموذج الشركات العائلية، يكون الحفاظ على السيطرة والتحكم، والسماح بالنمو بشكل أبطأ، مفيدًا لها أكثر من النمو السريع عبر جولة تمويل. فرائد الأعمال الذي يواجه التوسع السريع، قد يصبح عاجزًا على تلبية الطلب المتزايد والسريع من العملاء. وقد يصبح العمل فجأة أكبر ويتطلب موظفين أكفاء بشكل سريع، وهو ما لا يتوفر دومًا.

النمو التدريجي وفق نموذج الشركات العائلية قد يكون صحيًا أكثر، لأنه يكون نمو حقيقي وتحت سيطرتك باستمرار.

2. الوفاء

في الشركات العائلية، يعمل الجميع معًا لمصلحة الجميع. أي أنه لا يمكن التشكيك في دوافع الموظفين، أو التشكيك في وفائهم، ما يعني أن إخلاص معظم العاملين عالٍ.

صحيح أن بعض الشركات العائلية فيها مشاحنات، مثل تنافس الأشقاء، لكن وحدة العائلة تتفوق على المنافسات، ويكون التنافس في النهاية لصالح الشركة العائلية.

ربما تستطيع شركتك الناشئة إنشاء عقلية مماثلة!

دعنا نفكر في مفهوم “المحسوبية” في الشركات العائلية، والذي نطلقه على الشركة التي تفضّل موظفًا قليل الخبرة على آخر أفضل منه مهنيًا لأنه فرد من العائلة. انظر بعين أخرى وفكر في أن وجود موظف وفيّ للشركة، يتلقى تدريبات مستمرة ليصبح ملائمًا لمنصب معين، قد يكون أفضل من خبير غير مكترث لمصلحة الشركة.

في شركتك الناشئة استفد من هذه العقلية وابحث عن فريق أساسي مخلص، يشعر بالامتنان للتدريب والمهارات التي اكتسبها عندك، ويقدر الثقة التي منحته إياها. الصبر هو كلمة السر هنا، لأن نجاح الأمر يعتمد على الالتزام والتدريب والمتابعة حتى ينطلق الموظفون بشكل أسرع، وهذا يجعلنا نتظرأ إلى طرح سؤال هام وهو أيهما أفضل وكالات حلول الأعمال الكاملة أم الشركات المتخصصة

3. المشاركة المجتمعية

غالبًا ما يتم انتقاد الشركات الناشئة لأنها لا تفعل الكثير للتفاعل مع المجتمع المحيط بها. أما معظم الشركات العائلية فتكون أنجح لأنها مألوفة أكثر.  إنهم يردون الجميل إلى المجتمع من خلال كونهم جزءًا منه.

هذه الفكرة رائعة لتسوّق نفسك من خلالها واتباع استراتيجية ابتكار العلامة التجارية . دعم القضايا المحلية وإظهار المسؤولية الاجتماعية كي يشعر المجتمع المحلي بأهمية وجودك ودعمك. يمكنك أن تدعم مبادرات محلية أو تنفذ أنشطة تطوعية وخيرية وتُشرك شركتك في المجتمع.

4. صناعة التاريخ

الشيء الآخر الذي يمكن للشركات الناشئة أن تتعلمه من الشركات العائلية هو صناعة التاريخ. لا تقفز الشركات العائلية من السفينة عند أول فرصة تتاح لها. إنهم يهدفون إلى بناء شيء يدوم، لإنشاء دعامة أساسية في مجتمعاتهم.

تشكل الشركات العائلية علاقات طويلة الأمد مع الموردين والمستشارين، ويضع المّلاك مستقبل الشركة قبل نجاحهم الشخصي، وهذا يؤدي إلى ثقافة الأجيال التطلّعية. تكوين العلاقات يعني احتمالية إجراء صفقات بسرعة أكبر وبطريقة أقل رسمية. لاشك أن أصحاب الشركات الناشئة سيكونون سعداء باحتمال تقليل الإجراءات الروتينية وشروط الصفقات.

كصاحب شركة ناشئة، فكر بعقلية عائلية وقرر أن تبني علامة تجارية تدوم لأجيال عديدة.

كلمة أخيرة،

كونك شركة ناشئة تطمح إلى النمو والتوسع لا يعني إغفال النماذج الأخرى الناجحة. اختر موظفين أوفياء ودربهم، وفكر فيما وراء جدران شركتك وانخرط في مجتمعك. لا تتطلع إلى نمو سريع بقدر ما تتطلع إلى نمو حقيقي يدوم ويصنع التاريخ ويكون إرثًا للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *