عالم التسويق بتوجّهاته وأدواته يتطور بشكل سريع جدًا. ويشعر المسوّقون أن جدولهم مزدحم دائمًا بين المهام، ومتابعة التحديثات في مجالهم، وإعادة ترتيب قواعد اللعبة بما يمنح الجمهور في نهاية المطاف، تجربة لا تُنسى مع العلامة التجارية.
في هذه المقالة، نوفر وقتك وجهدك ونجمع لك أبرز التوجهات العامة التي يتبنّاها المسوّقون منذ دخول عام 2024، والتي تعتمد بشكل أساسي على استطلاع رأي كبير، أجرته Hupspot مع أكثر من 1400 مسوق حول العالم.
أبرز توجهات التسويق لعام 2024
في عام 2024 يتوقع أن تشهد استراتيجيات التسويق تغيرًا ملحوظًا وتطورات في المشهد التنافسي، وتظهر أبرز التوجهات في التالي:
أولًا: الذكاء الاصطناعي هو المساعد التسويقي الأساسي رغم وجود عوائق
احتلّ الذكاء الاصطناعي مكانة مهمة بين المسوّقين -ولا يزال- كمساعد أساسي في مهامهم.
64% من المسوّقين اعتمدوا عليه بالفعل، واعترفوا أنه لعب دورًا مهمًا في إنجاز المهام اليومية، وغيّر بشكل كبير في طريقة كتابة المحتوى والرسائل التسويقية بحيث زادت جودتها وإمكانية تخصيصها.
هؤلاء المسوّقين، قالوا أيضًا إن عليهم الاعتماد عليه أكثر في تطوير الحملات الإبداعية، وإنجاز التقارير وتحليلها، وصولًا إلى مرحلة إعداد حملات متكاملة بالذكاء الاصطناعي.
في المقابل، يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات عديدة مع الشركات، مثل تلك التي تعتبر نشر منشورات مكتوبة بالذكاء الاصطناعي “سرقة” وأن هذه الأدوات لا ينبغي أن تحل محل الفريق. كما أن هناك تخوّف من تبني الذكاء الاصطناعي بشكل كامل بسبب الأمن الوظيفي، وسمعة العلامة التجارية، ونقص المعرفة حول كيفية استخدامه.
وبالحديث عن التحديات، كان لافتًا للنظر أن 95% من المسوقين الذي شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لا يعتمدون على الأدوات الذكية للكتابة بشكل نهائي، بل يجرون التعديلات على النصوص، وهو أمر يعتبره كثيرون “مرهق”.
إذًا، لا يزال الذكاء الاصطناعي بنظر المسوّقين “مساعد” ولا يمكن أن يحل محل فريق العمل، ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل.
ثانيًا: أدوات التسويق المستخدمة لعام 2024.. وسائل التواصل الاجتماعي هي القناة الأولى بلا منازع
تشير نتائج استطلاع الرأي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأداة التي تحقق أعلى عائد استثمار، وهي المفضلة لـــ43% من المسوقين.
والسبب وراء فعالية هذه الوسائل هو أنها أصبحت قناة رائدة لاكتشاف المنتجات وشرائها. يمكن للمسوقين إنشاء متاجر افتراضية لمنح المتسوقين تجربة تسوق شاملة وسلسة، بدءًا من مرحلة الاكتشاف وصولًا إلى المؤثرين الذين يقدمون توصيات لعمليات الشراء، وخدمة العملاء عبر الرسائل المباشرة، وتعد أدوات ذكية للتسويق.
وخلال عام 2023، وجد استطلاع اتجاهات المستهلك أن 64% من الجيل Z، و59% من جيل الألفية، و47% من الجيل X اكتشفوا منتجًا على وسائل التواصل الاجتماعي -خلال مدة 3 أشهر حددها الاستطلاع-. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي هي القناة الأكثر تفضيلاً لاكتشاف المنتجات بالنسبة لجيل Z وجيل الألفية.
ثالثًا: تطبيقات التسويق الأكثر شيوعًا.. تطبيقات الفيديو تتصدر المنافسة
تظهر النتائج أن التطبيقات التي تركز على الفيديو مثل TikTok وInstagram وYouTube ستشهد نموًا أكبر في عام 2024، بالرغم من أن Facebook لا يزال الأكثر استخدامًا ويرتبط بـ Instagram للحصول على أعلى عائد على الاستثمار.
فإذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، فأنت تعلم أن الأمر كله يتعلق بالفيديو، وأنه أكثر ما يحقق عائد للاستثمار.
ويرتبط انستغرام وفيس بوك بأعلى منصات عائد الاستثمار، يليهما يوتيوب وتيك توك ولينكد إن وX. لكن 56% من المسوقين الذين يستخدمون TikTok قالوا إنهم سيزيدون استثماراتهم في العام المقبل، وهي أعلى نسبة من أي منصة أخرى.
رابعًا: الفيديو القصير يحسم المنافسة لصالحه ويحقق أعلى عائد استثمار على المحتوى
اليوم لا توجد منافسة! الأمر محسوم لصالح الفيديو الذي يثبت كل عام أنه أكثر شكل من أشكال المحتوى، يحقق عائدًا على الاستثمار.
يقول 44% من المسوقين إنهم يعتمدون على الفيديو بشكل أساسي، ويخطط 26% منهم إلى زيادة التركيز عليه خلال عام 2024. والأهم من ذلك أن كل من لا يعتمد على الفيديو حتى الآن، سيركز عليه أكثر خلال هذا العام.
خامسًا: المؤثرون يحتفظون بمكانتهم القوية
من أهم ما يتفق عليه المسوّقون هذا العام، أن التسويق بالمؤثرين لا يزال فعالًا للغاية وسوف يستمر بالنمو في عام 2024. كما أن المؤثرين أصبحوا أكثر تأثيرًا على قرارات الشراء، حيث يقول 86٪ من المسوقين إن التسويق المؤثر كان فعالاً لشركتهم في عام 2023.
ويظهر استطلاع لاتجاهات المستهلكين أجرته Hupspot أن 1 من بين كل 4 من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، يشترون منتجًا بناءً على توصية أحد المؤثرين. لذلك اتفق 50% من المسوقين على زيادة استثماراتهم مع المؤثرين خلال عام 2024، سواء من خلال تعامل كامل معهم أو جزئي.
سادسًا: استثمار الذكاء الاصطناعي في تخصيص الرسائل التسويقية
لا يزال هناك مجال كبير لتحسين الاستفادة من بيانات أداء الذكاء الاصطناعي في تخصيص الرسائل التسويقية، والتركيز على تجربة العميل الشخصية.
يُظهر استطلاع الرأي أن 35% فقط من المسوقين يقولون إن العملاء يحصلون على تجربة مخصصة للغاية مع علامتهم التجارية و65% فقط من المستهلكين يقولون إن المحتوى الذي يرونه من العلامات التجارية يبدو مرتبطًا بهم. في المقابل يتفق 96% من المسوقين على أن إنشاء تجربة مخصصة حقًا، تزيد من احتمالية تحول المشترين إلى عملاء متكررين، ويقول 94% منهم إن التخصيص يزيد المبيعات.
وبالرغم من أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي في تخصيص الرسائل التسويقية، إلا أن السحر يحدث عندما تستخدم بيانات هذه الأدوات مع بياناتك عملك الخاصة.
كلمة أخيرة،
لا تزال هناك الكثير من التفاصيل المرتبطة بالنتائج السابقة، والتي تستحق منك الوقت لقراءتها! فالمسوّق الذي يرغب بالفوز في السباق، وتحقيق أكبر مبيعات وأكبر عائد على الاستثمار، لابد أن يخطط جيدًا ويجرب ويستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين.