ماذا يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة “آبل”؟ وبماذا تفكر إذا رأيت شعار “مرسيدس”؟ كل فكرت به هو صورة العلامة التجارية في ذهنك، وهي مجموعة المعتقدات والأفكار والانطباعات التي تحملها حولها، فصورة العلامة التجارية هي تصور العملاء عنها، يتم تشكيلها من خلال التسويق لها، وخبرتهم معها، وما يسمعونه عنها. لذلك تسعى العلامات التجارية الناجحة دائمًا إلى تحسين صورتها، لجذب نوع العملاء الذين يرغبون بخدمتهم مستقبلًا، خلال هذا المقال سوف نتعرف على أفضل طرق تحسين صورة علامتك التجارية.
طرق تحسين صورة علامتك التجارية
تى تبني خطة عملك بنجاح النصيحة الأساسية لتحسّن صورة علامتك التجارية ، هي أن تعرف: مَن أنت؟ وماذا تريد؟
وإليك بعض طرق تحسين صورة علامتك التجارية:-
1. حدّد القيم التي تريد أن تعكسها
القيم التي تحملها شركتك، هي الجزء الأهم في فهم علامتك التجارية، كي توفّق بين جميع أفعالك وبيئتك التي تعمل فيها.
حدد قيمك الأساسية حتى توصلها بشكل صحيح من خلال علامتك التجارية، وتُحقّق التناسق في كافة جهودك التسويقية. وهنا أنت لا تسعى فقط إلى ترسيخ قيم شركتك، بل إلى ضمان توصيلها بشكل فعال إلى جمهورك المستهدف، عبر الرسائل التسويقية، وعملياتك.
على سبيل المثال، إذا كانت شركتك تقدر الاستدامة البيئية، يجب أن تعكس ممارساتك هذه القيمة، من خلال دعم الأنشطة البيئية أو استخدام مواد صديقة للبيئة أو الاعتماد على إعادة التدوير.
2. حدّد استراتيجية عملك
من المهم أن تستند إستراتيجية عملك إلى عرض القيمة الفريدة الخاصة بعلامتك التجارية، وتوضح للعملاء لماذا تستحق الاهتمام. أخبر عملاءك كيف سيستفيدون من عرضك، وكيف ستحل خدماتك مشاكلهم، وما الذي يجعل عرضك مختلفًا عن المنافسين.
تأكد من أن استراتيجية عملك متوافقة مع صورة علامتك التجارية، لخلق تجربة عملاء متماسكة ومتسقة. من خلال مواءمة استراتيجيتك مع صورة علامتك التجارية، تكون في وضع أفضل لجذب العملاء الذين يتناسبون مع قيمك وعروضك.
على سبيل المثال، تركز إستراتيجية أعمال شركة “آبل” على تقديم منتجات متميزة ومبتكرة، وتركز بشكل قوي على التصميم وتجربة المستخدم. تتماشى هذه الإستراتيجية مع صورة علامتهم التجارية، وهي مرادفة للجودة والإبداع والأناقة.
3. حسّن ثقافة شركتك
ثقافة شركتك هي المبادئ التي يتحلى بها الفريق، وتتكون من القيم والسلوكيات وأساليب العمل المتبعة. هذا يعني أن كل فرد في فريقك يجب أن يكون سفيرًا جيدًا لعلامتك التجارية، حتى يحسن من نظرة الناس إليها. تأكد من أن كل شخص يعمل معك، يفهم ثقافة شركتك تمامًا، حتى يعكسها في عمله، ويدافع عنها عند الحاجة.
بعض الشركات تعزز ثقافتها من خلال تقدير ودعم الموظفين، حتى يشعروا بالفخر والانتماء إلى العلامة التجارية.
4. قابل جمهورك أينما كان
إذا أردتَ تحسين صورة علامتك التجارية؛ لتوليد العملاء المحتملين لمسار مبيعات؛ لابد أن تقابل جمهورك المستهدف في كل مكان، وتتحدث عن نفسك.
ابحث عن القنوات المفضلة لنوعية جمهورك، وحسن تواجدك عليها، من خلال محتوى يعكس قيمك وثقافتك ومميزاتك الفريدة. ولا تنس تحديث موقعك الإلكتروني الذي يعدّ أساس تواجد علامتك التجارية عبر الإنترنت.
لمقابلة جمهورك بشكل فعال أينما كانوا، استخدم نهجًا متعدد القنوات يشمل وسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتسويق بالمحتوى، والأحداث. سيمكنك ذلك من الوصول إلى جمهور أوسع والتأكد من توصيل رسالة علامتك التجارية باستمرار.
5. أحدِث فرقًا
الغرض من العلامة التجارية هو تمييز خدمتك أو منتجك عن المنتجات الأخرى في السوق والتميز في المنافسة.
قدّم شيئًا جديدًا على الطاولة، من خلال عرض حلول بطريقة مختلفة. وضع في اعتبارك أن الرسالة التي تبثّها للعالم يجب أن تتوافق مع قيمك حتى يشعر عملاءك بالثقة.
من أهم طرق إحداث الفرق، هو توفير حلول مبتكرة، تخلق انطباعًا لا يُنسى عن علامتك التجارية. على سبيل المثال، تبرز “تسلا” في أذهاننا أنها قدمت سيارات كهربائية متطورة قادرة على القيادة بنفسها.
6. ركز على خدمة العملاء
دائمًا ما يسأل العملاء أنفسهم: لماذا أتفاعل أو أدعم هذه العلامة التجارية؟ لماذا أبقيها في ذهني؟ أعطِ جوابًا مقنعًا لعملائك، واجعلهم يحظون بتجربةٍ جيدةٍ معك.
عندما يعرف الناس ما يمكن أن يحصلوا عليه من علامتك التجارية، يثقون بها، ومن المرجح أن يوصوا بك لأصدقائهم وعائلاتهم وزملائهم.
من المهم أيضًا أن تكون خدمة العملاء مميزة، عبر تقديم قنوات متعددة للوصول إلى المساعدة، كالدردشة المباشرة والبريد الإلكتروني والدعم عبر الهاتف. إلى جانب السرعة في معالجة مشكلات العملاء وتقديم المساعدة الشخصية في الوقت المناسب.
على سبيل المثال، تشتهر Amazon بخدمة العملاء المميزة، وتقدم دعمًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتسهل على العملاء إرجاع المنتجات أو استبدالها، ما ساهم في تحسين صورة علامتها التجارية.
7. اترك بصمة إنسانية
اعتبر علامتك التجارية شخصًا حقيقيًا، واجعلها تترك بصمة في قلوب وعقول العملاء، وتعكس جزءًا من شخصيات العملاء أنفسهم.
سرد القصص يعد أداة قوية لإضفاء الطابع الإنساني على علامتك التجارية، وخلق اتصال عاطفي مع جمهورك. شارك قصة نشأة علامتك التجارية ورسالتها والتحديات التي تغلبت عليها.
على سبيل المثال، لدى TOMS Shoes قصة مقنعة لمؤسسها الذي كان مصدر إلهام لإنشاء الشركة، بعد أن شهد المصاعب التي يواجهها الأطفال بدون أحذية في الأرجنتين. أصبحت هذه القصة جزءًا لا يتجزأ من هوية العلامة التجارية، وصار العملاء يشعرون بالارتباط بمهمة الشركة المتمثلة في توفير الأحذية للمحتاجين.
نصائح إضافية لتحسين صورة علامات الشركات الصغيرة
الطرق السابقة تنجح مع مختلف أنواع الشركات في تحسين صورة علامتها التجارية. لكن إذا كنت لا تزال جديدًا في السوق، إليك بعض النصائح لشركتك الصغيرة:-
1. تأكد من فهم جمهورك لمهمتك بالضبط
في بداية طريقك، من المهم أن تكتب وصفًا كاملًا للمنتجات أو الخدمات التي تقدمها، ولماذا وكيف بدأت العمل، وطبيعة الجمهور الذي ترغب بالعمل معه. اعرض ذلك بأسلوب يتناغم مع قيمك ومبادئك في موقعك الإلكتروني وقنواتك التسويقية الاجتماعية.
2. دع شعار شركتك يتحدث عنك
الشعار المرئي أكثر من مجرد تصميم فني يعبر عنك. كل شكل هندسي وكل خط ولون وكل عنصر تستخدمه، يترك انطباعًا مختلفًا في أذهان الجمهور. الوجه المبتسم لأمازون يريد لعملائه أن يكونوا سعداء، وهو مرتبط بقيمها الأساسية. والنجمة الثلاثية لشركة مرسيدس تشير إلى هيمنة قوة محركاتها برًا وبحرًا وجوًا.
3. اهتم ببناء موقع إلكتروني احترافي
فعنوانك الأساسي عبر الإنترنت هو موقع الويب. كلما بدا احترافيًا وسهل الاستخدام، ويضم معلومات مفصلة، كلما ساعدك في بناء صورة إيجابية عن علامتك التجارية. احرص على تضمينه طرق تواصل مباشرة مع العملاء، واجعله يجيب عن الأسئلة التي تدور في أذهان المستخدمين.
كلمة أخيرة،
بناء صورة علامة تجارية قوية، يساعدك على التواصل مع عملائك الحاليين والبيع لعملائك الجدد وتشجيع الولاء والتقدير. ومثل أي مهمة تجارية أخرى، تتطلب العلامة التجارية الناجحة تخطيطًا دقيقًا واستراتيجية مفصلة.