في كل شركة أو مؤسسة إدارة مهمة جدًا، وجزء لا يتجزأ من عمل الإدارات الأخرى، تسمى “إدارة الموارد البشرية”.
ترتبط هذه الإدارة بشكل مباشر بالعنصر البشري في العمل، إلا أن بعض وظائفها أو مسؤولياتها تبدو غير مفعّلة من قبل العديد من المدراء.
فما هي إدارة الموارد البشرية؟
تشير إدارة الموارد البشرية إلى عملية التعامل مع الأمور المتعلقة بالموظفين في مكان العمل، كالتوظيف والأداء والتعويض والتطوير الوظيفي.
وفي الآونة الأخيرة، بات مصطلح “عمليات الأفراد” يُستخدم بشكل متكرر أكثر من الموارد البشرية، فهل يدلّان على نفس الشيء؟ ليس تمامًا.
إدارة الأفراد تعبر عن عمليات فنية مرتبطة بالأشخاص، وهي مجموعة فرعية ضمن الموارد البشرية. أما إدارة الموارد البشرية فتدلّ على الركائز الهيكلية والقانونية مثل التوظيف والامتثال والأجور والامتيازات، وتركز على أشياء مثل رضا الموظفين والإنتاجية والتنوع والشمول.
5 وظائف رئيسية لإدارة الموارد البشرية
1. التوظيف واستقطاب الخبرات
عندما تفكر في الموارد البشرية، ربما يكون التوظيف واستقطاب الخبرات هو أول ما تفكر فيه.
تعمل إدارة الموارد البشرية العمل جنبًا إلى جنب مع الجهة المسؤولة عن التوظيف لاختيار أفضل المواهب والخبرات، وتحديد الميزانيات، والتحقق من الكفاءات، والتفاوض بشأن الأجور والامتيازات. كما تكون إدارة الموارد البشرية على دراية جيدة بقانون العمل، لمعرفة كيفية الالتزام بالقوانين المحلية الخاصة بحقوق العمال.
وتشرف إدارة الموارد البشرية أيضًا على إعداد الموظفين، ودمج الجدد منهم في الشركة، وتوفير التدريب المناسب والمعدات والبرامج التدريبية الضرورية.
وفي الواقع أن مدير الموارد البشرية الناجح، يمكن أن يضمن نجاح الموظف على المدى الطويل إذا أحسن الاستجابة له وتهيئته عندما كان جديدًا. فقد كشفت بيانات عام 2021 من Microsoft أن الموظفين الجدد من المُرجح أن يكونوا راضين أكثر بنسبة 3.5 مرة عن تجربتهم في الإعداد للعمل، إذا لعب مديرهم دورًا نشطًا.
بعد معرفتك هذه المعلومات، يمكنك -كمسؤول في إدارة الموارد البشرية- البدء بتعديل نشاطاتك وزيادة أثرك في إعداد الموظفين الجدد.
2. علاقات الموظفين
وجدت دراسة أجرتها “هارفرد بزنس ريفيو” عام 2021 أن 89٪ من الموظفين غير راضين عن وظائفهم! وقال 85٪ ممن شملتهم الدراسة إن رفاهيتهم تدهورت و56٪ قالوا إن طلباتهم الوظيفية زادت.
بالنسبة لإدارة الموارد البشرية، تعد هذه النتائج مقلقة جدًا، لأنها تعني إمكانية الاستنزاف الكبير في الموارد دون الحصول على نتائج جيدة. في تلك الحالات، يتم تكليف مختصو الموارد البشرية بتحديد مشكلات الموظفين من خلال الاجتماعات واستطلاعات الرأي الداخلية وغيرها من الأساليب، ثم وضع خطط لمعالجتها.
كما يعد حلّ النزاعات بين الموظف والمدير المباشر من مسؤوليات إدارة الموارد البشرية، والتحقيق في الدعاوى التي يرفعها الموظفون ضد رؤسائهم.
وبعيدًا عن الخلافات، يمكن أيضًا أن تضع إدارة الموارد البشرية معيارًا للتواصل، لتعزيز الشفافية وتشجيع الانفتاح في مكان العمل. يمكن أن تكون هناك اجتماعات أسبوعية إلزامية فردية بين المدراء، وتقديم التقارير المباشرة، واجتماعات أخرى شهرية وربع سنوية، وهكذا لتعزيز التواصل الفعّال.
3. التعلّم والتطوير
وفقًا للاستطلاعات الحديثة عام 2021، يعدّ الحصول على فرص للتعلّم والنمو العامل الرئيسي الآن، الذي يقول الموظفون إنه يحدد بيئة عمل استثنائية.
ووجدت الاستطلاعات أيضًا أن الموظفين الذين يَعتبرون أن ثقافتهم عالية، أكثر عرضة بنسبة 25٪ لأن يكونوا سعداء في العمل، وأكثر احتمالًا بأن يُوصوا بالعمل في مؤسستهم. ما سبق يعني أن الاستثمار في تطوير الموظفين، يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على أرباح الشركة.
ويمكن تطبيق ذلك بتخصيص موارد مالية للدورات التدريبية، وتوفير المدربين الخبراء، واستضافة التدريب الإداري. فمن المهم وجود خيارات تلبي احتياجات الأفراد والمدراء على اختلاف مسؤولياتهم ومستوياتهم الإدارية، للتأكد من نمو جميع الموظفين.
بمجرد تفعيل البرامج التدريبية، يجب على إدارة الموارد البشرية تقييم فعاليتها وتعديلها حسب الحاجة.
4. إدارة الأداء
إدارة الأداء من الوظائف الرئيسية لإدارة الموارد البشرية، وتتضمن تحديد مقاييس الأداء، وجداول المراجعة، وإرشادات السلوك، وغيرها.
على سبيل المثال، تحدد إدارة الموارد البشرية الخطوات التي يجب أن يتخذها المدير إذا استمرّ أداء موظف ضعيف لأكثر من ربع سنة.
5. ثقافة الشركة
ثقافة الشركة هي مجموعة القيم والمعتقدات والسلوكيات التي تحدد طريقتها في ممارسة الأعمال التجارية.
الثقافة مهمة للغاية، لأنها تؤثر على كل جانب من جوانب الشركة، بدءًا من كيفية تفاعل الموظفين مع بعضهم البعض وصولًا إلى كيفية خدمة العملاء. فالموظفون غير السعداء يصنعون عملاءً غير راضين.
من مسؤوليات إدارة الموارد البشرية معرفة ما يريده الموظفون ويهتمون به، ويحاولون تحقيق التوازن بينهم وبين موارد الشركة. على سبيل المثال، تحوّلَ العمل المكتبي إلى عمل عن بُعد بسبب وباء كورونا عام 2020. ورغم أن العمل عن بُعد ليس من ثقافة الشركة، إلا أن مدى سهولة تكيّف الشركات مع هذا التحول يمثّل ثقافتهم.
في عام 2020، وجد تقرير لشركة Glint أن الشعور بالانتماء هو ثاني أعلى محرك لثقافة العمل، بعد فرص التعلم والنمو. فكيف تخلق هذا الانتماء؟
دور إدارة الموارد البشرية هنا، هو إنشاء بيئة عمل صحية، والتأكد من أنها مرنة وقابلة للتطوير.
الوظائف الخمسة سابقة الذكر تؤكد أن الأخذ بأيدي الأفراد إلى النجاح، أهم مهامها وجزء لا يتجزأ من عمل الإدارات الأخرى في الشركات والمؤسسات.