التخطيط للمستقبل أمر أساسي لأي صاحب عمل، سواء كان بهدف النمو، أو مجرد الاستمرار في المسار نفسه. وجزء مهم من جهد التخطيط هذا، وضع توقعات مالية للمبيعات والنفقات والأرباح، إذا سارت الأمور على ما يرام. وحتى لو كان عملك عبارة عن شركة ناشئة لم تفتح أبوابها بعد، لا يزال بإمكانك إعداد التوقعات.
في هذه المقالة نتحدث عن كيفية إعداد التوقعات المالية لخطة عملك، حتى تزدهر شركتك.. تابع معنا
- ما هي التوقعات المالية لخطة العمل؟
- فيم تستخدم التوقعات المالية؟
- ما المعلومات التي تتضمنها التوقعات المالية للأعمال؟
- 5 خطوات لإعداد التوقعات المالية لعملك
- أسئلة شائعة حول التوقعات المالية لخطة العملأولًا: ما هي
التوقعات المالية لخطة العمل؟
التوقعات المالية لخطة العمل هي تقديرات أو توقعات الشركة لأدائها المالي في مرحلة ما مستقبلًا. بالنسبة للشركات التي تعمل منذ سنوات، يتم الاعتماد على البيانات التاريخية، لتفكر في كيفية تغيير الإيرادات والنفقات والأرباح والتدفق النقدي بمرور الوقت.
يمكن للشركات إعداد توقعات مالية لأية فترة زمنية، ولكنها عادةً ما تتراوح بين سنة وخمس سنوات، وتعديلها مرة في العام على الأقل.
ويعتبر إعداد التوقعات المالية جزءًا مهمًا من بناء خطة العمل، لأن التقديرات الواقعية تساعد قادة الشركة على تحديد أهداف العمل، وتنفيذ القرارات المالية، وإدارة التدفق النقدي، وتحديد مجالات التحسين التشغيلي، والبحث عن التمويل من المستثمرين، وغيرها.
ثانيًا: فيم تستخدم التوقعات المالية؟
التنبؤ المالي هو أداة مفيدة لأصحاب المصلحة الرئيسيين، سواء داخل الشركة أو خارجها. وغالبا ما تستخدم التوقعات المالية من أجل:
1. تخطيط الأعمال
يمكن للتوقعات المالية الدقيقة أن تساعد الشركة على تحديد أهداف النمو وأهداف أخرى مرتبطة بمسار العمل. ويتم استخدامها أيضًا لتحديد ما إذا كانت أفكار -مثل خط إنتاج جديد- مجدية من الناحية المالية. كما أن التقديرات المالية المستقبلية مفيدة للتخطيط لطوارئ الأعمال، التي تتضمن النظر في التأثير النقدي للأحداث السلبية وسيناريوهات أسوأ الحالات.
وتوفر أيضًا معيارًا مرجعيًا: إذا كانت الإيرادات أقل من التوقعات، على سبيل المثال، فقد تحتاج الشركة إلى تغييرات لإبقاء العمليات التجارية على المسار الصحيح.
وقد تكشف التوقعات عن مشاكل محتملة، مثل نفقات التشغيل غير المتوقعة التي تتجاوز التدفقات النقدية. قد يشير توقع التدفق النقدي السلبي إلى أن الشركة بحاجة إلى تأمين التمويل من خلال الاستثمارات الخارجية أو القروض المصرفية، أو زيادة المبيعات، أو تحسين الهوامش، أو خفض التكاليف.
2. المستثمرين
عندما يفكر المستثمرون المحتملون في استثمار أموالهم في مشروع ما، فإنهم يريدون عائدًا على هذا الاستثمار، وتوقعات الأعمال المالية هي الأداة الرئيسية التي سيستخدمونها لاتخاذ القرار. يمكن أن تلعب التوقعات دورًا في تحديد تقييم عملك، وحصص الأسهم، وخطط الخروج، وغيرها، ويمكن للمستثمرين أيضًا استخدام توقعاتك للتأكد من أن الشركة تلبي الأهداف والمعايير.
3. القروض أو خطوط الائتمان
يعتمد المقرضون على التوقعات المالية لتحديد ما إذا كانوا يريدون تقديم قرض تجاري لشركتك. سيرغبون في رؤية البيانات المالية التاريخية مثل بيانات التدفق النقدي، وميزانيتك العمومية، وغيرها، كما سينظرون إلى توقعاتك المالية لعدة سنوات. يمكن للمرشحين الجيدين الحصول على مبالغ قروض أعلى بأسعار فائدة أقل أو خطط سداد أكثر مرونة.
ثالثًا: ما المعلومات التي تتضمنها التوقعات المالية للأعمال؟
قبل البدء بإعداد التوقعات المالية، ستحتاج إلى جمع بعض البيانات. يمكن لأصحاب الشركات القائمة الاستفادة من ثلاثة بيانات مالية من المحتمل أن تكون لديهم بالفعل: الميزانية العمومية، والدخل السنوي، والتدفق النقدي.
أما بالنسبة للنشاط التجاري الجديد، فلن تكون هذه البيانات متاحة، لذلك يتم الاعتماد على أبحاث السوق. من المهم مراجعة استراتيجيات التسعير الخاصة بالمنافسين، وفحص التقارير البحثية وتحليل السوق، وتدقيق أي بيانات أخرى متاحة عن الجمهور يمكن أن تساعد في توجيه توقعاتك.
ابدأ بتقديرات محدودة وحسابات بسيطة، ثم حسّن توقعاتك بمرور الوقت.
قد تكون التوقعات المالية لإحدى الشركات أكثر تفصيلاً من التوقعات المالية لشركة أخرى، ولكن إليك المعلومات الأساسية التي عادةً ما تتضمنها التوقعات المالية:
1. التدفق مالي
يُظهر بيان التدفق النقدي الأموال الداخلة والخارجة من العمل بمرور الوقت، أي التدفقات النقدية الخارجة والتدفقات الداخلة. وتنقسم التدفقات النقدية إلى ثلاث فئات رئيسية:
- الأنشطة التشغيلية: وهي التدفقات النقدية المتعلقة بأنشطة الأعمال الأساسية، مثل التدفقات الداخلة من مبيعات السلع والخدمات، والتدفقات الخارجة من الرواتب والإيجارات والضرائب.
- الأنشطة الاستثمارية: تتضمن أي شيء متعلق بشراء أو بيع استثمارات طويلة الأجل مثل الممتلكات المادية (الأراضي أو المعدات)، أو الممتلكات غير المادية مثل براءات الاختراع أو الملكية الفكرية، وأي أصول أخرى طويلة الأجل لا تعتبر معادلات نقدية. ويشمل ذلك الأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى المباعة بعد الاحتفاظ بها لمدة عام على الأقل.
- أنشطة التمويل: ويمثل هذا التدفق النشاط المالي، مثل توفير الأموال عن طريق قرض من المستثمرين أو البنوك، ودفع الفائدة على هذا الدين، وإصدار أو إعادة شراء الأسهم، ودفع أرباح الأسهم.
2. قوائم الدخل
وهي بيانات تتنبأ بالدخل المتوقع، بناء على بيانات الربح والخسارة المتوقعة (P&L)، وإيرادات الشركة ونفقاتها لفترة معينة.
وتحتوي قوائم الدخل على عدة بنود لكل فئة. على سبيل المثال، توقعات المبيعات يمكن أن يتم تقسيمها لكل منتج على حدة أو لكل شهر على حدة وهكذا. وكذلك النفقات قد يتم تقسيمها إلى نفقات متوقعة بفئات محددة ونفقات متغيرة أو طارئة وهكذا.
3. قائمة الميزانية العمومية
تعرض الميزانية العمومية لمحة سريعة عن الوضع المالي لشركتك خلال وقت محدد، وتتضمن ثلاثة عناصر مهمة:
- الأصول: أي عنصر ملموس ذو قيمة، تمتلكه الشركة حاليًا أو ستمتلكه في المستقبل، مثل النقد والمخزون والمعدات. أما الأصول غير الملموسة فتشمل حقوق النشر والعلامات التجارية وبراءات الاختراع والملكية الفكرية الأخرى.
- الإلتزامات: أي شيء تدين به الشركة، بما في ذلك الضرائب والأجور والحسابات مستحقة الدفع وأرباح الأسهم والإيرادات غير المكتسبة، مثل مدفوعات العملاء مقابل البضائع التي لم تقم بتسليمها بعد.
- حقوق المساهمين: يتم اشتقاق رقم حقوق المساهمين عن طريق طرح إجمالي الالتزامات من إجمالي الأصول. وهو يعكس مقدار المال أو رأس المال الذي كانت ستتركه الشركة إذا دفعت جميع التزاماتها دفعة واحدة أو تمت تصفيتها (يمكن أن يكون هذا الرقم رقمًا سالبًا إذا تجاوزت الالتزامات الأصول).
ويطلق عليها اسم الميزانيات العمومية لأن الأصول تساوي دائمًا الالتزامات بالإضافة إلى حقوق المساهمين.
رابعًا: 5 خطوات لإعداد التوقعات المالية لعملك
1. حدد الغرض والإطار الزمني لتوقعاتك
قد تختلف تفاصيل توقعاتك حسب الغرض منها. هل هي للتخطيط الداخلي، أم لجذب للمستثمرين، أم لمراقبة الأداء مع مرور الوقت؟ تحديد الإطار الزمني -شهري أو ربع سنوي أو سنوي أو متعدد السنوات- سيوفر معلومات لبقية الخطوات أيضًا.
2. اجمع البيانات المالية التاريخية ذات الصلة وحلل السوق
إذا كان ذلك متاحًا، اجمع البيانات المالية التاريخية، بما في ذلك الميزانية العمومية وبيانات التدفق النقدي وبيانات الدخل السنوية. قد تضطر الشركات الجديدة التي لا تمتلك هذه البيانات إلى الاعتماد على أبحاث السوق وتقارير المحللين ومعايير الصناعة.
3. حدد توقعات النفقات
حدد الإنفاق المستقبلي بناءً على التكاليف المباشرة لإنتاج سلعك وخدماتك (تكلفة البضائع المباعة، أو COGS) بالإضافة إلى نفقات التشغيل، بما في ذلك أي تكاليف متكررة ولمرة واحدة. ضع في الاعتبار التغيرات المتوقعة في النفقات، لأن ذلك يمكن أن يتطور بناءً على نمو الأعمال، والوقت الذي تقضيه في السوق، وإطلاق منتجات جديدة.
4. حدد توقعات المبيعات
مبيعات المشروع لكل مصدر إيرادات، مقسمة حسب الشهر. قد تستند هذه التوقعات إلى بيانات تاريخية أو أبحاث السوق، ويجب أن تأخذ في الاعتبار التغيرات المتوقعة أو المحتملة في طلب السوق والأسعار.
5. ابنِ التوقعات المالية
الآن بعد أن حددت النفقات والإيرادات المتوقعة، يمكنك أن تحسب التدفق النقدي، وبيان الدخل.
كما تساعد الخطوات السابقة في حسابات الميزانية العمومية، والتي ستحسب عليها أيضًا أي أصول والتزامات.
خامسًا: أسئلة شائعة حول التوقعات المالية لخطة العمل
1. ما الفرق بين الإسقاط المالي والتنبؤ المالي؟
غالبا ما يتم استخدام هذين المصطلحين بالتبادل. يتحدث الإسقاط المالي عن النفقات والإيرادات المتوقعة، ويتحدث التنبؤ المالي عن معلومات أخرى أكثر تفصيلًا.
2. هل أحتاج إلى برامج محاسبة أو تخطيط للتوقعات المالية؟
ليس بالضرورة. اعتمادًا على عوامل مثل عمر وحجم عملك، قد تتمكن من إعداد التوقعات المالية باستخدام برنامج جداول بيانات بسيط. ومع ذلك، تستخدم الشركات الكبيرة والمعقدة عادة برامج المحاسبة وأنواع أخرى من أنظمة إدارة البيانات المتقدمة.
3. ما تحديات التوقعات المالية؟
التحدي الأساسي هو أن التوقعات بطبيعتها مبنية على افتراضات بشرية. وبطبيعة الحال، لا يستطيع البشر التنبؤ بالمستقبل بشكل حقيقي، حتى بمساعدة أجهزة الكمبيوتر والبرامج. فالتوقعات المالية هي -في أحسن الأحوال- تقديرات تستند إلى المعلومات المتاحة في ذلك الوقت، وليست ضمانات صارمة للأداء المستقبلي.
توضيح أخير،،
كل شيء يمكن أن يتغير بيومٍ وليلة في عالم التجارة، بناء على حدث عالمي مهم يؤثر إيجابًا أو سلبًا. لكن هذا لا يعني إهمال عنصر مهم مثل إعداد التوقعات المالية لعملك الناشئ أو القائم.